الوعد بنسل
السؤال:
ما هي أهمية ما يسميه اللاهوتيون بالإنجيل الأول (بروتو إفانجيليون) في تكوين 3: 15؟
الإجابة:
نجد في تكوين 3: 15 وعدا رائعا يعطيه الله لحواء. وهذا في سياق كون آدم وحواء قد تمردوا على الله. ومن المهم أن نفهم أن آدم وحواء لم يُلعنا. الأرض لُعنت والشيطان لُعن. ولكن في هذا السياق أيضًا يُعطى لحواء وعدا رائعا: فقد قيل لها أن نسلها سيحقق في النهاية سقوط الحية. ويستمر هذا الوعد فعليًا عبر باقي الكتاب المقدس بطرق رائعة. فنرى هذا مع نوح على سبيل المثال، حيث يُنقذ الله واحد، وعائلته بالطبع، كأداة يُبارك من خلالها فيما بعد باقي الخليقة. ثم نتقدم سريعًا إلى إبراهيم. ونرى هذا الأسلوب مع إبراهيم مرة أخرى، حيث يختار الله الشخص الذي سيبارك من خلاله كل عشائر الأرض. وهذا هو أيضًا المنطق وراء اختيار شعب إسرائيل، ليكون الشعب الذي سيعلن مجد الله لباقي الأمم. وبالطبع نرى وعد بنسل ضمن الوعود بالأمور الكثيرة التي أُعطيت لإبراهيم. فعندما ننظر عبر باقي السجل الكتابي، نرى أن الوعد بالنسل يبدأ بالتركيز على إسحاق. ولكنه يتوسع بعد ذلك بسرعة. فمع وصولنا لبداية سفر الخروج، نجد النسل الوفير. ثم نرى شيئًا يحدث يفسر لنا المشهد جيدًا. فما أن نتحرك لزمان صموئيل، ثم داود، نبدأ في رؤية أن هذا الوعد بالنسل يتبلور في واحد، ابن الموعد. ونرى هذا بوضوح شديد في مزمور 2، حيث رد فعل الله على التمرد البشري هو في قوله أنه ثبّت ابنه على صهيون. وهذا يبين كيف أن الابن سيشير في النهاية إلى ابن داود الأعظم، أي يسوع المسيح. وعندما نضع كل هذا معًا، نرى بطريقة مدهشة جدًا، أن ما وعده الله لحواء يصل لذروته في النهاية في يسوع المسيح. وهذه هي النتيجة المدهشة التي يصل إليها بولس في غلاطية 3 حيث يوضح أنه لا يتحدث عن أنسال، بل عن نسل، ولذلك فبولس نفسه يفهم ما حدث في تكوين 3: 15 أنه يشير في النهاية إلى تحقيقه الأعظم في يسوع المسيح.